في عالم التكنولوجيا الحديثة، لا يزال الواقع الافتراضي (VR) يثير إعجاب الكثيرين، وهو يعد من أكثر المواضيع التي تستحوذ على خيال الجمهور، وهذا بسبب قدرته على تقديم تجربة غامرة تشبه الأحلام، حيث يمكننا استكشاف عوالم جديدة بكل حواسنا.
لكن، مع زيادة الاهتمام بهذه التكنولوجيا، تظهر العديد من الأساطير حولها، في هذا المقال، سنتعرف على الواقع الافتراضي بشكل أفضل، وكذلك على الأساطير الأكثر شيوعًا التي تحيط به.
الأسطورة الأولى: الواقع الافتراضي هو تقنية جديدة تمامًا
على الرغم من أن الواقع الافتراضي يعتبر من التقنيات الحديثة في نظر البعض، إلا أنه ليس اختراعًا جديدًا تمامًا، مثل العديد من الابتكارات الأخرى مثل الذكاء الاصطناعي والهواتف المحمولة، مر الواقع الافتراضي بمراحل تطور طويلة، حيث تعود أصول هذه التقنية إلى أكثر من نصف قرن.
أول نموذج أولي لما يمكننا تسميته بـ "سماعة رأس VR" كان في عام 1966 من خلال جهاز يسمى "سيف داموكليس"، الذي كان يحتوي على جميع المفاهيم الأساسية لهذه التقنية مثل المرئيات ثلاثية الأبعاد والصوت، كما كان يحتوي على جهاز ينفث الهواء المعطر لإضفاء شعور أكثر واقعية.
الأسطورة الثانية: سماعات الرأس VR تجعلك تشعر بالمرض
تعتبر هذه الأسطورة شائعة إلى حد ما، ولكن هناك بعض الحقيقة وراءها، في الواقع، يمكن أن يتسبب الواقع الافتراضي في شعور البعض بالدوار أو الغثيان، بسبب أن دماغ الإنسان لا يستطيع التكيف بسرعة مع المحفزات البصرية المتعددة.
فمثلاً في الحياة الواقعية، عندما تمشي على سلم، تشعر قدمك وساقيك بالحركة والارتفاع، بينما في الواقع الافتراضي، تتحمل عيناك المسؤولية الوحيدة عن إدراك التغير في الارتفاع، مما قد يسبب شعورًا بالدوار.
الأسطورة الثالثة: الواقع الافتراضي مخصص للألعاب والترفيه فقط
بينما يُعرف الواقع الافتراضي بتطبيقاته في مجال الألعاب والترفيه، إلا أن استخداماته تتعدى ذلك بكثير، على سبيل المثال، يعتبر الواقع الافتراضي أداة قوية في مجال التعليم، حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن توفر تجارب تعليمية غامرة تجعل التعلم أكثر تفاعلاً وفعالية.
إحدى الشركات الكبرى في مجال الإعلام استخدمت الواقع الافتراضي لشرح فوائد التعلم الغامر في مجالات مبيعاتها، وحقق ذلك نتائج مثمرة، ويمكن أيضًا استخدام هذه التكنولوجيا في الدورات التدريبية المهنية والتعليم عن بُعد.
الأسطورة الرابعة: سماعات الرأس VR باهظة الثمن للغاية
في الماضي، كان سعر سماعات الرأس VR مرتفعًا للغاية، ولكن هذا قد تغير في الوقت الحالي، فالآن يمكنك شراء سماعات رأس VR بأسعار معقولة جدًا.
على سبيل المثال، يمكنك شراء جهاز Google Cardboard مقابل حوالي 10 دولارات، ويمكنك العثور على سماعات VR أخرى مثل Google Daydream View أو Samsung Gear VR بأسعار تقل عن 100 دولار، مما يجعل هذه التقنية في متناول الجميع.
الأسطورة الخامسة: الواقع الافتراضي يقلل النشاط البدني
على العكس مما يُشاع، يمكن للواقع الافتراضي أن يحفز النشاط البدني، فهناك العديد من التطبيقات التي تستخدم الواقع الافتراضي لتحفيز الأشخاص على ممارسة التمارين البدنية، مثل Fitbit Adventures، كما أن هناك "رياضات افتراضية" مثل Holopoint وHoloball.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تطبيقات مثل Zombies, Run! توفر تجربة ممتعة للأشخاص الذين يمارسون الجري أو الركض على جهاز المشي، مما يجعل النشاط البدني أكثر متعة.
اقرأ: كيفية إيقاف تشغيل سماعة رأس كويست 2؟
خاتمة
برز الواقع الافتراضي كواحد من أبرز الاتجاهات التكنولوجية في السنوات الأخيرة، ورغم بعض التحديات التي واجهت هذه التكنولوجيا في بدايتها، إلا أنها شهدت تطورًا ملحوظًا، خاصة مع إطلاق ألعاب مثل Resident Evil 7 التي أظهرت إمكانيات هائلة لهذه التكنولوجيا، ومن المتوقع أن يستمر الواقع الافتراضي في الازدهار، ويُنتظر أن يغير العديد من الصناعات بشكل جذري في المستقبل.