📁 آخر الأخبار

أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال ونصائح للحماية

أصبحت أضرار الألعاب الإلكترونية مشكلة تؤرق الكثير من الآباء، حيث باتت هذه الألعاب جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين بل وحتى الشباب الجامعي، فمع انتشار الأجهزة الذكية والاتصال الدائم بالإنترنت، يقضي الأبناء ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف المحمولة والحواسيب وأجهزة الألعاب المنزلية دون رقابة حقيقية، ورغم محاولات الأهل لتشجيعهم على أنشطة أكثر فائدة، إلا أن التعلق المفرط بهذه الألعاب أصبح ظاهرة يصعب التحكم فيها.

أضرار الألعاب الإلكترونية

لا تقتصر أضرار الألعاب الإلكترونية على إهدار الوقت فحسب، بل تمتد لتشمل تأثيرات خطيرة على الصحة النفسية والسلوكية، حيث سجلت العديد من الحالات التي انتهت بمآسي حقيقية من العزلة الاجتماعية وضعف التركيز إلى العنف، بل وحتى الانتحار كما حدث مع بعض الألعاب الخطيرة، لذلك أصبح من الضروري التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، وإيجاد حلول فعالة لحماية الأجيال القادمة من آثارها السلبية.

أضرار الألعاب الإلكترونية

حاول العديد من الباحثين فهم تأثير الألعاب الإلكترونية على نمو الأطفال، إذ تتنوع هذه الألعاب بين المسلية والتعليمية والمحفزة للتفكير، ومع ذلك ليست جميع الألعاب مفيدة للأطفال، فقد تكون لبعضها آثار سلبية خاصة عند الإفراط في استخدامها لساعات طويلة دون رقابة.

ورغم انتشار الألعاب الإلكترونية كوسيلة ترفيهية، إلا أن الإفراط في استخدامها دون رقابة قد يؤدي إلى العديد من الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية، ومن أبرزها:

  1. المشكلات الصحية:
    • الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يؤدي إلى مشكلات في النظر، مثل إجهاد العينين وضعف البصر بسبب التعرض المستمر للإضاءة الزرقاء.
    • قلة الحركة والنشاط البدني تؤدي إلى السمنة وضعف اللياقة البدنية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وآلام المفاصل.
    • التأثير على النوم بسبب السهر لساعات طويلة، مما يؤدي إلى الإرهاق وضعف التركيز خلال اليوم.
  2. المشكلات النفسية والسلوكية:
    • تؤدي بعض الألعاب التي تعتمد على العنف إلى زيادة السلوك العدواني لدى الأطفال، مما يجعلهم أكثر اندفاعًا في التعامل مع الآخرين.
    • قد تؤدي الألعاب التي تحتوي على تحديات خطيرة (مثل "الحوت الأزرق") إلى حالات اكتئاب أو حتى إيذاء النفس والانتحار.
    • التعلق المفرط بالألعاب الإلكترونية قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي، حيث يصبح الطفل غير قادر على الابتعاد عن الألعاب، مما يؤثر على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية.
  3. ضعف الأداء الدراسي:
    • إدمان الألعاب الإلكترونية يؤدي إلى إهمال الواجبات المدرسية وانخفاض التحصيل الأكاديمي بسبب ضعف التركيز والانشغال المستمر بالألعاب.
    • التأثير على الذاكرة والانتباه بسبب قضاء ساعات طويلة في بيئة مليئة بالمؤثرات السريعة، مما يجعل الطفل غير قادر على التركيز في المهام الدراسية.
  4. الانعزال الاجتماعي:
    • يميل الأطفال المدمنون على الألعاب الإلكترونية إلى تفضيل العالم الافتراضي على التفاعل مع الأسرة والأصدقاء، مما يؤدي إلى ضعف مهارات التواصل الاجتماعي.
    • يقلل من قدرة الطفل على بناء صداقات حقيقية بسبب قضاء معظم وقته في اللعب عبر الإنترنت مع أشخاص مجهولين.
  5. التعرض لمحتوى غير مناسب:
    • بعض الألعاب تسمح بالتفاعل مع الغرباء عبر الإنترنت، مما قد يؤدي إلى تعرض الأطفال للتحرش الإلكتروني أو الاستغلال من قبل أشخاص مجهولين.
    • تحتوي بعض الألعاب على مشاهد غير مناسبة للأطفال، مثل العنف أو السلوكيات غير الأخلاقية، مما يؤثر سلبًا على تكوين شخصيتهم وقيمهم الأخلاقية.
  6. التأثير المالي:
    • بعض الألعاب تتطلب عمليات شراء داخل التطبيق، مما قد يدفع الأطفال إلى إنفاق مبالغ كبيرة دون وعي أو استشارة الأهل.
    • قد يتعرض الأطفال للاحتيال الإلكتروني أثناء محاولة شراء عناصر داخل اللعبة، مما يؤدي إلى خسائر مالية.

ألعاب خطيرة أدت إلى كوارث

  • لعبة ببجي (PUBG): تُعد واحدة من أخطر الألعاب التي تسببت في العديد من الحوادث والإصابات والوفيات، ففي واقعة مأساوية بمحافظة الإسماعيلية، لقي طفلان مصرعهما تحت عجلات القطار بسبب انشغالهما باللعبة، حيث لم يتمكنا من سماع صوت القطار أثناء ارتدائهما سماعات الرأس.
  • لعبة الحوت الأزرق: تُصنف من أخطر الألعاب الإلكترونية، حيث تسببت في العديد من حالات الانتحار حول العالم بسبب تحدياتها القاتلة التي تدفع اللاعبين إلى إيذاء أنفسهم.
  • لعبة كونتر سترايك (Counter-Strike): وصلت خطورتها إلى مستوى مرعب، حيث قام أحد اللاعبين بالبحث عن شخص ينافسه، وعندما هزمه الأخير في اللعبة، قرر الانتقام منه في الواقع وقتله باستخدام سكين حاد.
  • لعبة الزومبي: تعتمد هذه اللعبة على القتل والعنف بشكل أساسي، مما يسهم في تنمية السلوك العدواني لدى الأطفال.

رغم استخدام الألعاب الإلكترونية في بعض المجالات التعليمية، إلا أن سلبياتها تبقى الأكثر شيوعًا، مما يجعل من الضروري على الآباء مراقبة نوعية الألعاب التي يلعبها أطفالهم والحد من الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.

الجانب الإيجابي للألعاب الإلكترونية

كما ذكرنا، فرغم أضرار الألعاب الإلكترونية التي تحدثنا عنها سابقًا، إلا أن لها أيضًا بعض الفوائد إذا تم استخدامها بشكل منظم وتحت رقابة الأهل، فهناك ألعاب مصممة لتنمية مهارات التفكير والإبداع وحتى البرمجة، مثل سكراتش (Scratch) وكود مونكي (Code Monkey) وماينكرافت (Minecraft).

لكن التحدي الحقيقي يكمن في التحكم في الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، والتأكد من أن الألعاب التي يلعبونها مناسبة لأعمارهم، على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات يجب ألا يتعرضوا للشاشات إطلاقًا، في حين يُسمح للأطفال بين 3 و8 سنوات بساعة واحدة يوميًا، على أن يتم تقسيمها إلى فترات قصيرة، أما الأطفال بين 8 و12 سنة فيمكنهم قضاء ساعتين يوميًا بحد أقصى.

كيف نحمي أطفالنا من اضرار الألعاب الالكترونية؟

لحماية الأطفال من التأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية، يجب على الآباء اتباع مجموعة من الخطوات الفعالة:

  1. إنشاء حسابات مخصصة للأطفال: لا ينبغي السماح للأطفال تحت سن 12 سنة بإنشاء حسابات مستقلة على الألعاب الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، بل يجب أن يكون الحساب مرتبطًا بحساب أحد الوالدين لمراقبة الأنشطة.
  2. وضع قيود زمنية واضحة: لا يجب أن يُترك الطفل أمام الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة، بل يجب تحديد وقت محدد يوميًا للألعاب، إلى جانب تشجيعه على ممارسة أنشطة أخرى مثل القراءة والرياضة والتفاعل الاجتماعي.
  3. اختيار الألعاب بعناية: ليس كل ما هو متاح على الإنترنت مناسب للأطفال، لذلك من المهم مراجعة تصنيف الألعاب ومحتواها قبل السماح للطفل بلعبها.
  4. التواصل مع الطفل: يجب أن يكون هناك حوار مستمر بين الأهل وأطفالهم حول الألعاب التي يلعبونها، مع توضيح المخاطر المحتملة وتشجيعهم على مشاركة أي تجارب غير مريحة قد يواجهونها أثناء اللعب.
  5. القدوة الحسنة: لا يمكن للآباء أن يطلبوا من أبنائهم الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية بينما يقضون هم ساعات طويلة أمامها. من الضروري أن يكون الأهل قدوة جيدة في استخدام التكنولوجيا بشكل متوازن.

وفي نهاية موضوعنا عن اضرار الألعاب الالكترونية، نلاحظ أنه هذه الألعاب أصبحت واقعًا لا يمكن إنكاره لكنها سلاح ذو حدين، فإذا تم استخدامها بشكل منظم وتحت إشراف الأهل، يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتنمية مهارات الأطفال وتعزيز قدراتهم الفكرية، أما إذا تُركت دون رقابة، فقد تؤدي إلى العديد من المخاطر الصحية والسلوكية، لذا، فإن الحل لا يكمن في منع الألعاب الإلكترونية تمامًا، وإنما في تنظيم استخدامها وضمان اختيار الألعاب المناسبة لكل فئة عمرية.

Tamer Ahmed
Tamer Ahmed
تعليقات